آوات غفور صالح
پوخته
مجمل المناخ السياسي الذي كان سائداً إبان الربع الأول من القرن العشرين في البلاد العربية في ظل الاستعمار ...
زیاتر بخوێنەوە
مجمل المناخ السياسي الذي كان سائداً إبان الربع الأول من القرن العشرين في البلاد العربية في ظل الاستعمار الغربي وفي الحقب المتعاقبة له ومن ثم اندلاع الحرب العالمية الثانية ونتائجها المدمرة على العالم أجمع والمنطقة العربية على وجه الخصوص، وبروز القضية الفلسطينية كأبرز قضايا المنطقة من المنظور الديني والقومي(قضية تراب ودين)، وصولاً إلى بدايات الألفية الثانية، كانت أوقاتاً عصيبة تتسم بوجود سلطات ديكتاتورية متسلطة وقامعة لحقوق الفرد و مهمِّشة لدوره و مخيّبة لآماله وعاملة على دوام سحقه وتعميق جراحه واستمرارية آلامه وآهاته، فكان الأدب ولم يزل هو الناطق الأمين باسم الفرد، ولذلك هبّ شعراء العصر الحديث من المحيط إلى الخليج، للقيام بدورهم تماشياً مع شعورهم الإنساني و وعيهم بحقوق شعبهم واستنجاد أبناء الشعب بهم لتمثيلهم أمام الحكام وأمام الرأي العام العربي والعالمي، فقام هؤلاء الشعراء ومن ضمنهم مظفر النواب الذي لم يتهاون في تسجيل المواقف السياسية من دون تردد وتراجع، مستخدماً في سبيل ذلك كل طاقاته الفكرية واللغوية، ومضحياً بكل ما كان لديه.
نتيجة لتلك الظروف الحالكة أصبحت السياسة قضية أطياف الشعب العربي والعراقي كافة، وأمست حديثهم على الدوام، فتوسع المعجم اللغوي السياسي، فظهرت آثار كل ذلك على النص الأدبي، وكان لا بد للدارس في مجال الأدب أن يهب لدراسة حيثيات ذلك الحدث، وأن يقوم بتجلية الأنساق الواردة بين سطور النصوص ومحاولة ربطها بما تتماشى معها في البيئة المحيطة بملابسات نشأة النص من البنى الخارجية، ليصل بذلك إلى المصادر المعرفية من الأبعاد والبنى الذهنية.
من منطلق ما ذكرنا آنفاً انبثق هذا المشروع المتواضع ليكون دليلاً للولوج إلى المتاهات المعرفية في نماذج من شعر النواب، وكانت وسيلتنا في ذلك البحث هي المنهج البنيوي التكويني، وذلك لما يتمتع به ذلك المنهج من حيوية للتعامل مع النصوص الأدبية، ومقدرته على تحليل ووصف البنى الداخلية واستنطاق أنساقها واستجلائها وكشف ملابساتها الخارجية.